منسّق المناخ الأممي يحذّر من "ضيق هامش التحرك" لحصر الاحترار بـ1,5 درجة مئوية

منسّق المناخ الأممي يحذّر من "ضيق هامش التحرك" لحصر الاحترار بـ1,5 درجة مئوية

حذّر منسق المناخ في الأمم المتحدة من أن "هامش التحرك يضيق" لحصر الاحترار المناخي بـ1,5 درجة مئوية، لكنّه "لا يزال متاحا"، وذلك في مقابلة مع وكالة فرانس برس بمناسبة صدور أحدث تقرير للهيئة الدولية المعنية بتغير المناخ.

وقال الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ سيمون ستيل إن التقرير الجديد "يقول بعبارات بغاية الوضوح أين نحن اليوم من ذلك، ويشير أيضا إلى احتمال لا يزال قائما بالتوصل إلى هدف 1,5 درجة بجهد عالمي كبير".

وعلى هامش اجتماع تحضيري لمؤتمر الأطراف حول المناخ (كوب28) قال ستيل إن "هامش التحرّك يضيق، لكنّه لا يزال متاحا".

ورغم توقّعات تثير القلق، يسعى التقرير إلى إعطاء "بارقة أمل" بأن تحرّكا واسع النطاق من شأنه أن يمكّن من الوصول إلى الأهداف المحددة بحصر الاحترار بـ1,5 درجة مئوية مقارنة بعصر ما قبل الثورة الصناعية.

بحسب الهيئة الدولية المعنية بتغير المناخ، سيبلغ الاحترار المناخي هذه العتبة بين عامي 2030 و2035، في حين ارتفعت درجة الكوكب بالمعدل بنحو 1,2 درجة مئوية.

وهذا التوقّع دقيق في غالبية سيناريوهات مجموعة العلماء المتعلقة بانبعاثات غازات الدفيئة الناجمة عن النشاط البشري على المدى القصير.

ودعا ستيل "الجميع" إلى التحرك العاجل لكنّه خصّ بالدعوة مجموعة العشرين التي تضم أكبر اقتصادات العالم.

وقال المسؤول الأممي: "نعلم أن (بلدان) مجموعة العشرين تصدر 80 بالمئة من الانبعاثات، إنها نقطة انطلاق بغاية الوضوح".

وشدد على أن الناتج المحلي لدول مجموعة العشرين يشكّل 85 بالمئة من إجمالي الناتج المحلي العالمي، وهي بالتالي تملك "التكنولوجيا والقدرة المالية للاستجابة للأزمة".

التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.

دراسات وتحذيرات

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، ​أنطونيو غوتيريش​، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء ​الفيضانات​ والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات​"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".

ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.


 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية